الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أجبناك على معظم ما ورد في هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 275464
ونود أن نضيف هنا: أن الربا لا شك في كونه من أشد المعاصي، وأكبرها إثما، لكن التوبة الصادقة، المستوفية الشروط، كافية في محو إثمه بإذن الله تعالى. وحيث إن أباك قد تاب من أخذ القرض الربوي، فإن الله تعالى يتوب عليه، ولا يؤاخذه بما كان منه، وانظر الفتوى رقم: 18177.
وأما دعاء أبيك، أو دعاؤك له: فإنه مثل دعاء الغير، إن توفرت شروط إجابته، وانتفت عنه الموانع، فإن الله تعالى يستجيبه بإذنه سبحانه، وليس أبوك داخلا في الحديث الذي أشرت إليه؛ لأن إثم القرض الربوي يتعلق بذمته لا بعين المال، ولا أثر كذلك للقرض الربوي على صدقاته، ولا على بقية أعماله الصالحة، فإن القرض بمجرد قبضه، قد دخل في ذمته، وصار دينا عليه، ومن ثم فلو انتفع به، أو اشترى به أي شيء، أو تصدق منه، فلا شيء في ذلك، وإذا لم يكن في رد القرض قبل وقته إسقاط للفوائد أو تخفيض لها، فلا وجه لفعل ذلك، ولو كان أبوك قادرا عليه. ونسأل الله تعالى أن يتوب عليه، ويثبته على الحق.
والله أعلم.