الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بالتوبة مما قمت به من تهاون في قضاء رمضان، ونسأل الله تعالى أن يقبل منك توبتك.
ثم اعلمي أن من أفطر في رمضان يجب عليه القضاء قبل دخول رمضان الآخر، فإن أخره إلى رمضان الآخر لغير عذر، لزمته كفارة عن كل يوم مداً من الطعام مع القضاء.
وحيث إنك علمت بوجوب القضاء قبل رمضان الموالي بوقت كاف (سنة كاملة) ولم تقومي بقضاء الأيام الـ 15 التي عليك دون عذر ـ كما يظهر ـ فقد وجب عليك مع القضاء الكفارة.
ولا ينفعك عدم علمك بوجوب الكفارة ما دمت علمت حرمة التأخير، لأن الجهل بالعقوبة لا يعد عذرا، وإنما العذر هو الجهل بالحكم، وانظري الفتوى رقم: 138631.
لكن إذا كان ليس لديك الآن ما تخرجينها منه فلا شيء عليك، وتبقى تلك الكفارة في ذمتك حتى تقدري عليها، وذهب بعض أهل العلم إلى سقوطها عنك حينئذ، وهو ما رجحه العلامة ابن عثيمين، حيث يقول ـ كما في الشرح الممتع ـ: والقول الراجح أنّها تسقط، وهكذا أيضًا نقول في جميع الكفارات، إذا لم يكن قادرًا عليها حين وجوبها، فإنها تسقط عنه. اهـ
وأما الفقراء والمساكين فهم موجودون في أغلب البلدان الإسلامية، وإن كنت لا تجدينهم في بلدك فيمكن أن تدفعي الكفارة لمنظمة خيرية موثوق بها لتقوم بدفعها للفقراء نيابة عنك وتبرأ ذمتك بذلك إن شاء الله،
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 160213، 170097، 186901.
والله أعلم.