الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي للشخص أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له صدره من فعل، أو ترك، لكن إذا خالف وفعل ما لم ينشرح له صدره، فلا إثم عليه؛ لأنه إذا قام بالاستخارة الشرعية، فما فعل بعد ذلك، فهو خير، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 45330.
ولنتيجة لاستخارة علامات سبق بيانها في الفتوى رقم: 28675.
لكن ليس من اللازم أن تظهر للعبد علامة منها تدله على نتيجة الاستخارة، فليفوض أمره لربه تبارك وتعالى، ويتوكل عليه، مع الاستعانة بمشاورة الناصحين من أهل الخبرة، والتجربة، وانظري الفتوى رقم: 140154.
والذي ننصح به في مثل حالتك هو تكرار الاستخارة أكثر من مرة، ثم العمل بما ينشرح له صدرك، ويتيسر لك من الالتحاق بالكلية، أو تركه، فإن لم ينشرح صدرك لشيء، فاستشيري أهل الخبرة، والصلاح، والنصح، وفوضي أمرك إلى الله تعالى، وإذا فعلت فإن ما ستقدمين عليه سيكون خيرًا لك عاجلًا، أو آجلًا إن شاء الله، ولو لم تكوني تحبينه لأن الاستخارة دعاء، والدعاء خير للمؤمن، فإما تعجل له الاستجابة، أو يرفع عنه به بلاء، أو يدخر له ثوابه. وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.