الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الأمور التي نسبتها لزوجك، أمور سيئة، فإن صحت عنه، فإنها تدل على تفريط في حق الله عز وجل، وفي حق أهله. فإطلاق البصر في النظر إلى المحرمات، منكر من المنكرات، وبريد إلى الزنا، ولذا قرن الله عز وجل بين غض البصر، وحفظ الفرج، حيث قال في كتابه العزيز: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}.
ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 4458، ففيها بيان وسائل الزنا. وهذا الفعل -نعني النظر المحرم- ليس بدواء للشهوة، بل هو داء، ومن ينشد به هذا الغرض، يصح فيه قول الشاعر:
المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وغريب من رجل وهبه الله سبحانه امرأة يمكنه أن يستمتع بها في الحلال، وبذلك يكون قد شكر الله عز وجل على نعمة الزوجة، يذهب ليستمتع بالحرام - حسب زعمه- فهو بذلك يكفر بهذه النعمة، ورب العزة والجلال يقول: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
وإطلاقه لسانه بألفاظ نابية، وعدم احترامه لك، وصراخه في وجهك، وأمام ابنته الصغيرة يفزعها بذلك، كل هذا من إساءة العشرة في الأهل، وهو المأمور بأن يحسن عشرة زوجته، كما في قول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}. وروى الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
ونفقة الزوجة واجبة على الزوج ولو كانت غنية، ولا يلزم الزوجة أن تنفق على نفسها، أو بيتها إلا بطيب نفس منها، ولو أنها فعلت كان أفضل، فربما تكسب بذلك ود زوجها، وتقوى به علاقتها معه. وانظري الفتوى رقم: 69148.
ووصيتنا لك الصبر على زوجك، ومناصحته بالحسنى، والإكثار من الدعاء له بأن يصلح الله حاله. واحرصي أيضا على التزين له عسى أن يكون ذلك صارفا له على النظر للأخريات.
والله أعلم.