الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإرجاع سبب الاكتئاب، وعدم التوفيق الذي يصيبك إلى تلك العلاقة غير المشروعة، أقرب من إرجاعه إلى غيره؛ فإنّ الذنوب سبب البلاء، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ...يَا عبادي، إِنَّمَا هي أَعْمَالُكُمْ، أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ، وَالِاسْتِغْفَارِ.
وقال ابن القيم -رحمه الله- في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، فاقطع علاقتك بها، وقف عند حدود الله، وإذا كنت ترغب في الزواج منها، وتقدر على مؤنة الزواج، فبادر بزواجها، وإن كنت غير قادر على الزواج، فاصبر، واستعفف، واشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، حتى يتيسر لك الزواج.
وإذا أردت الوقاية من شر السحر، والعين، ونحوها، فحافظ على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، وراجع الفتويين: 2244، 10981
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.