الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في القصة المشار إليها، والمسؤول عنها في الفتوى رقم: 220132 إنما هو في رؤيا منامية؛ ومن ثم فلا تتعلق بمسائل الحلال والحرام، ومثل هذا مما يدور في فلك الترغيب والترهيب، وذكر الحكايات في المآثر والفضائل والكرامات، مما يمكن التساهل في ذكره بصيغة التمريض (روي) ونحوها؛ لأنه لا يتعلق بها حكم شرعي في ذاتها، وقد جرى العمل على ذلك عند بعض أهل العلم، حتى فيما يستنكر من الروايات.
قال الدكتور حمزة المليباري في (نظرات جديدة في علوم الحديث): إن الأئمة النقاد على التزامهم بترك رواية الوضاعين، والكذابين عمومًا، بينما تساهل الآخرون من غير الحفاظ في جمع الموضوعات والغرائب، والأباطيل وكتابتها وروايتها؛ ومن ثم أصبحت كتب التفاسير والسير، والفضائل تفيض بالمنكرات والمفتريات، مما جعل الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ يقول: "ثلاثة علوم لا أصل لها: التفسير، والتاريخ، والملاحم". اهـ.
وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 153801.
والله أعلم.