الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب على كل مسلم أن يتوب إلى الله توبة نصوحا من جميع الذنوب، وأن تكون توبته على الفور لا يؤخرها، ثم إن الصحيح عند أهل السنة أن التوبة من ذنب تصح مع الإصرار على غيره، وانظر الفتوى رقم: 328180.
فمن تاب من رفع المواد المخالفة، صحت توبته، وإن سمعها، فعليه إثم سماعه لها.
وأما الكذب، فهو ذنب واحد، لا تصح التوبة منه حتى يتوب من كثيره وقليله، فمن تاب من الكذب، وهو لا يزال يكذب ولو قليلا، فتوبته مدخولة، غير صحيحة؛ لأن من شروط قبول التوبة: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، لكن لو تاب الشخص من الكذب كله مثلا، ثم عاد فيها، ورجع إلى الكذب، فتوبته السابقة صحيحة، وليعد وليتب مرة أخرى، وليعلم أن الله غفور رحيم. وانظر الفتوى رقم: 73937.
والله أعلم.