الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد الذي منَّ عليك بالتوبة والإنابة إليه، ونسأله سبحانه أن يثبتك على الحق، وألا يزيغ قلبك بعد أن هداك؛ إنه سميع مجيب.
وأما مسألة الصور: فهي من جملة تلك الأخطاء، وخوفك من أثرها وانتشارها، في محله. وينبغي أن يكون سببا للامتناع عن ذلك فيما يستقبل، وسببا لتقوية الصلة بالله، ودعائه دائما ألا يكشف ستره عنك، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا. فهذا خوف إيجابي محمود.
وأما الخوف السلبي المثبط، الذي يصل إلى حد الوسوسة، فهذا غير محمود، ويعالج بالتناسي، وعدم الاسترسال مع خواطره وهواجسه، وحسبك أن تصدقي مع الله في التوبة والاستقامة، ولن يكشف عنك ستره.
واحذري كل الحذر من التواصل مع من أرسلت إليهم الصور، كأن تطالبي منهم مسحها؛ لأنهم لو شعروا بأن ذلك يهمك وتخافين منه، ربما يستغلون تلك الصور في الضغط عليك، ليصلوا إلى مآربهم، ويستفزوك بها، بل ربما ينشروا بعضها حتى تحققي لهم ما يطمحون إليه. فانسي الأمر من أساسه، واقبلي على شأنك: دراسة، وعبادة، واستقامة.
وللمزيد انظري الفتوى رقم: 190451
والله أعلم.