الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما قام به هذا الشاب من التسبب في هداية هذه المرأة، ودخولها في الإسلام، عمل جليل، وقربة إلى الله عظيمة، نرجو أن يجد ذخرها وحسن عاقبتها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 2439.
ولو تيسر له الزواج منها، وأحسن صحبتها وعشرتها، وأعانها على تعلم أحكام دينها، فهذا مما يعظم به الأجر. ولا ينبغي لأهله أن يحولوا دون زواجه منها لغير مسوغ شرعي. ولا بأس بأن يسعى في سبيل إقناعهم، ويوسط إليهم بعض الأخيار، وليكثر من دعاء الله تعالى أن ييسر موافقتهم، فإن تمت الموافقة، فالحمد لله. وإن لم يوافقوا، وكان المعترض على ذلك والداه، فطاعته لهما مقدمة على زواجه منها، ما لم يكن قد تعلق قلبه بها، ويخشى على نفسه الفتنة، فله الزواج منها ولو بغير إذنهما، وليجتهد في إرضائهما بعد، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 93194. وإن لم يكن لها ولي مسلم، يزوجها السلطان المسلم، أو من ينوب عنه كالقاضي الشرعي، فإن لم يوجد، فإنها توكل رجلا عدلا من المسلمين، وراجع الفتوى رقم: 72019
وإن لم يتزوج منها، فيمكنه أن يعينها في هذا السبيل، فيبحث لها عن رجل صالح يتزوجها، وحسن أن يساعدها في إيجاد مدرسة إسلامية أو نحوها لتتعلم فيها، ولكن يجب عليه أن يعاملها معاملة الأجنبية، فلا يخلو بها مثلا ونحو ذلك.
والله أعلم.