الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فليس للموظف استخدام أدوات العمل وأجهزته في عمله الخاص، ما لم يؤذن له في ذلك نصا أو عرفا، كما بينا في الفتويين: 22557، 251986.
وما فعلته من استبدال جهاز العمل بغيره، لا يجوز لك مطلقا دون إذن، لكن نرجو أن تكوني معذورة بسبب جهلك بحرمة ذلك، فلا يلحقك إثم. كما أن ندمك على ما كان منك، وكفك عنه من التوبة، فالندم توبة كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإخراجك لمثل قيمة الجهاز، أو مقدار ما فوته من منافعه باستخدامك له، نرجو أن يكون كافيا في التحلل من ذلك التعدي، مع الندم والاستغفار، ويصرف ذلك المال إلى خزانة المستشفى. فإن لم يمكن ذلك، فيمكن صرفه في شراء جهاز لعلاج المرضى ومداواتهم، ونحو ذلك من المصالح العامة المشتركة. ولا يلزمك شراء جهاز جديد؛ لأنك لم تتلفي الجهاز، بل استخدمته فحسب. لكنك لو فعلت ذلك واشتريت جهاز ميكروسكوب جديد لخدمة المرضى بالمجان، فلا بأس، ولك في ذلك الأجر أيضا.
والله تعالى أعلم.