الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من حق هذا الشاب أن يطلب منك إخباره بما مضى من ذنب قد ارتكبته، ولا يجوز لك إخباره، بل الواجب عليك مع التوبة من هذا الذنب أن تستري على نفسك.
وفي حالة إصراره على السؤال عن الماضي، فالتورية في الكلام هي المخرج، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 35747، والفتوى رقم: 244426.
وإن كان راغبًا في الزواج منك، فيكفيه أن يعتبر بحالك الآن، فإن تبت إلى ربك، واستقام أمرك على طاعة الله، فليقدم على الزواج منك، ويتناسى ما مضى، فمن ذا الذي ما ساء قط، فالعبرة بمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، والتوبة تمحو ما كان قبلها، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
وعلى كل؛ ففي نهاية المطاف: إن لم يرتض هذا الشاب الزواج منك، فدعيه، ولا تتبعيه نفسك، بل توجهي إلى ربك وسليه الزوج الصالح، فقد ييسر لك من هو خير منه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ومن حق المرأة البحث عن الرجل الصالح ليتزوجها، وعرض نفسها عليه، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 18430. ويمكنك أن تستعيني في ذلك بالثقات من أقربائك أو صديقاتك.
وأخيرًا: ننصحك بالسعي في إصلاح ما بينك وبين والديك، والاستعانة في ذلك بالله عز وجل أولًا، ثم بمن يكون لقوله تأثير عليهما، هذا مع الحذر من أن يحصل منك ما يقتضي عقوقهما، فمن حق الوالدين أن يبرهما ولدهما، ويحسن إليهما، وإن أساءا، وراجعي الفتوى رقم: 299887.
نسأل الله تعالى أن يفرج الكرب، ويصلح الحال، ويرزقك الزوج الصالح.
والله أعلم.