الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقيقة الاستخارة أنها تفويض الأمر إلى الله عز وجل؛ ليختار لعبده ما هو أصلح له، ولذلك من أعظم علاماتها التوفيق إلى تحقق الشيء من عدمه، وهو هنا الزواج. ولا يعول فيها على انشراح الصدر وحده، خاصة إذا وافق ذلك الانشراح هوى سابقا للمستخير، وانظري الفتوى رقم: 123457. ولا بأس بأن تكرر الاستخارة، وأن يحاول هذا الشاب إقناع أهله، والاستعانة بالله سبحانه، ثم بالفضلاء من الناس ليحاولوا إقناعهم، وراجعي في تكرار الاستخارة الفتوى رقم: 139649.
وفي نهاية المطاف إن اقتنع أهله فبها ونعمت، وإلا فلا تتبعيه نفسك، ودعيه، وابحثي عن غيره، فقد يكون الخير في الزواج من غيره، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والمرأة يجوز لها شرعا البحث عن الأزواج، أو عرض نفسها على من ترغب في زواجه منها، على أن يكون ذلك بالضوابط الشرعية، كما بينا في الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.