الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك قضاء شيء من ديون أبيك، ولو كنت قادرًا على ذلك، فديون الوالد لا تلزم الولد، قال الحطّاب -رحمه الله- في مواهب الجليل: ..وَدَيْنُ أَبِيهِ لَيْسَ عَلَيْهِ حَالًّا، وَلَا مُؤَجَّلًا. انتهى. وقال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وإن ادعى على أبيه دينًا، لم تسمع الدعوى؛ حتى يدعي أن أباه مات، وترك في يده مالًا؛ لأن الولد لا يلزمه قضاء دين والده ما لم يكن كذلك. انتهى.
والواجب عليك الإنفاق على نفسك، وزوجتك، وأولادك بالمعروف.
وإذا فضل عن حاجتك شيء، واحتاج والداك، أو إخوتك إلى النفقة، فعليك أن تنفق عليهم بالمعروف، وراجع الفتوى: 44020.
واعلم أنّ حقّ والديك عليك عظيم، وبرهما من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات إلى الله.
ومن برّك بأبيك أن تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، بأدب، ورفق.
وينبغي أن تبذل جهدك في استصلاحه، وإعانته على التوبة، والاستقامة، وحثه على مصاحبة الصالحين، واجتناب رفقة السوء. وانظر الفتويين: 7947، 309517.
والله أعلم.