الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلسنا مختصين بمعرفة أعراض السحر والمسّ ونحو ذلك، لكن علاج هذه الأمور -إن وجدت- ميسور بإذن الله تعالى، وذلك بالتوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، والدعاء مع حسن الظن بالله.
وبخصوص الرقية المشتملة على تكرار سورة البروج بعدد معين، والنفث في الماء، وذكر الله تعالى بعدد معين؛ فليست هذه الرقية مما ورد في السنة، ولكن لا مانع منها، ففي صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نرقي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ.
قال النووي رحمه الله: وَقَدْ نَقَلُوا بِالْإِجْمَاعِ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى بِالْآيَاتِ وَأَذْكَارِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ الْمَازِرِيُّ: جَمِيعُ الرُّقَى جَائِزَةٌ إِذَا كَانَتْ بِكِتَابِ اللَّهِ، أَوْ بِذِكْرِهِ، وَمَنْهِيٌّ عَنْهَا إِذَا كَانَتْ بِاللُّغَةِ الْعَجَمِيَّةِ، أَوْ بما لا يدرى مَعْنَاهُ؛ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ كُفْرٌ. انتهى. وراجعي للفائدة الفتوى: 32500.
ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من الرقاة المنضبطين بضوابط الشرع، ولا ينبغي إغفال أهمية تجديد التوبة إلى الله تعالى، والحرص على الاستقامة، والتقرب إلى الله، فهذا مفتاح كل خير.
والله أعلم.