الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على مسعاك في تعريف هذه الفتاة بالإسلام، وتسببك في دخولها فيه، جعل الله ذلك في ميزان حسناتك، ونفعك به في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وراجع الفتوى: 132902، ففيها بعض الأدلة على فضل الدعوة إلى الله.
وقد أحسنت أيضًا بعزمك على الزواج منها؛ لتعفّ نفسك وتعفّها، وتعينها على أمر دِينها، والثبات عليه، وحماية نفسك، وحمايتها من أسباب الانحراف.
ولا شك في أن الزواج من الخير الذي ينبغي المبادرة إليه، ففيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة، وقد ذكرنا طرفًا منها في الفتوى: 340735.
وكما ذكرت فإن الدراسة قد لا تكون مانعًا من الزواج.
ثم إن من يخشى على نفسه الفتنة، والوقوع في الفواحش، وجب الزواج في حقه، كما بين أهل العلم، وتجد كلامهم في الفتوى: 3011.
وقد ذكرت أن والدك يفضّل لك تأخير الزواج ولا يأمرك بذلك، بل أرجع الأمر إليك.
ولكن لو أنه عزم عليك أن لا تتزوج إلا بعد إكمال الدراسة؛ لما وجب عليك طاعته في ذلك؛ لأن الطاعة إنما تجب في المعروف. وما يترتب عليه ضرر على الولد، ليس من المعروف في شيء، وانظر الفتوى: 76303، ففيها بيان ضوابط طاعة الوالدين.
وينبغي الاجتهاد في كسب رضى الوالد قدر الإمكان.
وإن كان لهذه الفتاة ولي مسلم، فهو الذي يزوّجها، ولو كان وليًّا أبعد، ولا يزوّجها وليها الكافر، ولو كان أبًا لها، فإن لم يوجد الولي المسلم، يزوّجها القاضي الشرعي -إن وجد-، وإلا فتوكّل رجلًا عدلًا من المسلمين، ولمزيد الفائدة، يمكنك مراجعة الفتاوى: 44241، 72019، 22277.
والله أعلم.