الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاستحضار نية الاحتساب عند الشروع في أي عبادة، أو عمل مباح، أراد المسلم الإقدام عليها، أمر مطلوب، كما ذكرنا في الفتوى: 342628.
ويكفي استحضار نية الاحتساب عند النفقة أو العمل الصالح من جنس واحد مثلًا، ولا يتعين أن تخص كل نفقة، أو عمل صالح من جنس واحد بنية، وإن كان هذا أفضل، جاء في المدخل لابن الحاج: ومن تمام النية، وتكملتها، وحسنها، وتنميتها: أن تكون مستصحبة في كل فعل يفعله، لكن هذا في الغالب صعب عسير في حق أكثر الناس، وذلك حرج، ومشقة، فيجزى بالنية التي خرج بها -إن شاء الله تعالى-. انتهى.
على أن بعض أهل العلم يرى أن الإنسان إذا نوى الاحتساب في أول يومه، تكفيه تلك النية سائر اليوم عن كل الأعمال، ولو لم يستحضر النية عند أدائها، جاء في فتاوى لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين: لا شكّ أن تذكر النية عند العمل ومصاحبتها للعمل، أفضل بلا شك بكثير، والإنسان إذا عود نفسه على هذا سهل عليه.
ولكن إذا لم تكن هذه الحال العليا، فعلى الأقل الحال الدنيا، يعني الإنسان كلما أصبح ينوي نية صالحة بأنه لن يعمل عملًا إلا لوجه الله عز وجل، سواءً كان دينيًّا، أو دنيويًّا، وأرجو أن يكون ذلك كافيًا، وتكون النية هنا مستصحبة حكمًا، لا ذكرًا، لكن استصحابه لها ذكرًا أفضل. انتهى.
والله أعلم.