الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فدخول البحث في لقطة الشاشة في اليمين الذي حلفته؛ يرجع فيه إلى نيتك عند الحلف، أو سبب اليمين، إن لم تكن لك نية معينة.
وعلى أية حال؛ فما دمت بحثت في لقطة الشاشة معتقدًا عدم حنثك في هذه اليمين؛ فالراجح عندنا؛ أنّك لم تحنث، ولم يقع طلاقك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ... قَدْ يَفْعَلُ الْمَحْلُوفَ عَلَيْهِ نَاسِيًا، أَوْ مُتَأَوِّلًا، أَوْ يَكُونُ قَدْ امْتَنَعَ لِسَبَبٍ، وَزَالَ ذَلِكَ السَّبَبُ، أَوْ حَلَفَ يَعْتَقِدُهُ بِصِفَةٍ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهَا، فَهَذِهِ الْأَقْسَامُ لَا يَقَعُ بِهَا الطَّلَاقُ عَلَى الْأَقْوَى. اهـ. وانظر الفتوى: 168073.
وإذا وقع الطلاق على زوجتك قبل أن يحصل الجماع؛ فالجمهور على أنّ طلاقها بائن، ولا تملك فيه الرجعة إلا بعقد جديد، والحنابلة يرون للخلوة الصحيحة حكم الدخول في إثبات حقّ الرجعة، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية، في شروط الرجعة:
الشرط الثاني: أن تحصل الرجعة بعد الدخول بالزوجة المطلقة، فإن طلقها قبل الدخول، وأراد مراجعتها: فليس له الحق في ذلك، وهذا بالاتفاق؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحًا جميلًا.
إلا أن الحنابلة اعتبروا الخلوة الصحيحة في حكم الدخول، من حيث صحة الرجعة؛ لأن الخلوة ترتب أحكامًا مثل أحكام الدخول.
أما الحنفية، والمالكية، والشافعية على المذهب: فلا بد عندهم من الدخول لصحة الرجعة، ولا تكفي الخلوة. انتهى.
وقول الحنابلة هو المفتى به عندنا، وراجع الفتوى: 242032.
والله أعلم.