الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قراءة القرآن من أعظم الطاعات، وأجلّ القربات، وللقارئ بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن تخصيص قراءة سورة معينة في وقت معين، أو بعدد معين؛ لتحصيل فضيلة معينة، هذا التخصيص يحتاج إلى دليل شرعي يثبت ذلك التخصيص، وإلا كان في حيّز البدعة، كما قررناه في عدة فتاوى، كالفتوى: 103549، والفتوى: 6849.
كما أن القول: إنه يمكن استنزال ملك من الملائكة، وتحصيل ذهب منه؛ هذا كذب ودجل؛ فالملائكة ليست في طوع البشر، يتعاملون معها أخذًا وعطاء كما يشاؤون، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل جبريل أن يزوره أكثر مما يزوره، فنزل قول الله تعالى: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ {مريم:64}. والحديث في صحيح البخاري، ومعنى: إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ: أيها الرسول، أي، إلّا أن يأمرنا الله بالنزول، فليس لأحد منا أن ينزل من سماء إلى سماء، أو إلى أرض إلا بإذن ربنا عز وجل.
وفي سورة الحجر قول الله تعالى: مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ {الحجر:8}، ومعنى بِالْحَقِّ، أي: بالعذاب، وقيل: بالوحي، وقيل: بقبض الأرواح، فلا تنزل الملائكة بالذهب على الدجالين والكذابين على الله تعالى.
والذي ننصح به هو عدم الالتفات إلى أولئك، وعدم نشر مقاطعهم، والتحذير منهم قدر المستطاع؛ قيامًا بإنكار المنكر، على حسب الوسع والطاقة.
والله أعلم.