الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرّج همّك، وينفّس كربك، ويصلح حال زوجك.
ونوصيك بالصبر؛ فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، ولمعرفة بعض فضائله، انظري الفتوى: 18103.
ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤال الله تعالى حاجتك، والتضرّع والانكسار بين يديه؛ فإنه -سبحانه- خير مدعوّ، وأفضل مجيب، وهو القائل في محكم كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وتجدين في الفتوى: 119608 آداب الدعاء، وأسباب استجابته.
واحرصي أيضًا على الإكثار من ذكر الله؛ لتخففي عن نفسك آلام التفكير وضغوطه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
ويجب عليك الحذر من التفكير في الانتحار، فضلًا عن الإقدام عليه بالفعل، فليس هو بعلاج، أو حلّ لمشكلة، كما قد يزيّن الشيطان لصاحبه، بل عاقبته خسران الدنيا والآخرة، كما هو مبين في الفتوى: 10397.
وما ذكرته عن زوجك، فعل قبيح، وإثم مبين، خاصة أنه متزوج، فكيف يرتضي هذا الخبث وعنده زوجته التي يمكنه أن يعفّ بها نفسه! والأدهى والأمرّ أن يجادل بالباطل؛ ليسوّغ لنفسه ما يفعل، وهذا من أخطر الأمور، قال تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {فاطر:8}.
واعملي على مناصحته بالحسنى، وتذكيره بالله، وأليم عقابه، إن هو لقي ربّه على هذه الحال ولم يتب.
فإن رجع إلى رشده وصوابه، وتاب إلى ربه، فالحمد لله، وإلا فيسعك فراقه بالطلاق، أو الخلع، بل فراق مثله مستحب، وانظري الفتوى: 246085.
وننبهك في الختام إلى أنك إن قمت بالتجسس على هاتفه؛ فالواجب عليك التوبة من ذلك، فالتجسس محرّم، وقد نهى عنه الشرع الحكيم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا... الحديث.
وفي موقعنا قسم للاستشارات النفسية والاجتماعية وغيرها، فيمكنك الكتابة إليهم، فربما أفادوك بالمزيد من التوجيهات، أو وصفوا لك بعض العقاقير المهدئة، وهذا هو العنوان:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
والله أعلم.