الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب على المرء أن يعامل الناس بالحسنى، وأن يترك إيذاءهم ويتأكد ذلك في حق الرحم والأقارب، لاسيما أم الزوج التي كانت سبباً في وجوده، مع ما تحملته من الآلام في سبيل تربيته ورعايته بما صاحب ذلك من جهد مضن، وتعب لا يكافئه الدنيا بأسرها، فكان من حق الرجل على زوجته أن تفي له ولمن لهم فضل عليه، وأولى الناس بالوفاء بهذا هي أمه التي بينا شأنها، ولمزيد من التفاصيل راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 38045/7068/7268.
وإنه ليخشى على هذا الولد من دعاء أمه عليه وعلى زوجته، لأنها بالصورة المذكورة مظلومة، ودعوة المظلوم مجابة، وإن كنا ننصح الأم بترك هذا الدعاء، لما قد ينتج عن إجابته من أضرار على ولدها وزوجته في العاجل والآجل، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 11808/31158/20322/21067/24397.
وإننا لنوصي هذا الإبن بأن يتقي الله تعالى في أمه ويرعى حقها، فإنه مقدم على حق كل أحد، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي سأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال ثم من؟ قال: ثم أبوك.
والله أعلم.