الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنّ حق الأمّ على ولدها عظيم، وبرّها وطاعتها في المعروف من أوكد الواجبات، ومن أفضل الطاعات، كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب.
لكن ذلك لا يعطي للأمّ الحقّ في التسلط على الولد، والتدخل في كل شؤونه دون ضابط، ولا يجب على الولد أن يطيعها في كل ما تأمره به، وإنما تجب طاعتها في الأمور التي فيها نفع لها، ولا ضرر فيها على الولد، وقد بينا حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303.
فلا يجوز للولد أن يبرّ أمّه بظلم زوجته، وليس عليه طاعتها إذا أمرته بطلاقها، ولكن عليه أن يجمع بين برّ أمّه وإحسان عشرة زوجته، وراجعي الفتوى: 139282.
ومن حقّ الزوجة على زوجها؛ أن يوفر لها مسكنا مستقلا، لا يشاركها فيه أحد من أهله، وراجعي الفتوى: 389182.
فنصيحتنا لك؛ أن تتفاهمي مع زوجك، وتسأليه أن يوفر لك مسكنا مستقلا، وإذا لم يكن قادرا على توفير مسكن مستقل؛ فعليه أن يرفع عنك وعن ولدك الضرر والإيذاء.
كما ننصحك بالرفق بزوجك، ومراعاة حاله، وعدم تكليفه ما لا يطيقه.
والله أعلم.