الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلعل الشيخ الذي سمعت حديثه كان يقصد حكم مشاهدة الأفلام الوثائقية، أو التعليمية المصحوبة بالمعازف، لا المسلسلات الماجنة، أو التي لا فائدة من مشاهدتها؛ وذلك أن الأفلام الوثائقية أو التعليمية، إن كانت مادتها نافعة، ويحتاج إليها المشاهد، ولا يجد ما يلبي حاجته إلا فيها؛ فالترخيص في مشاهدتها له حظ من النظر؛ مراعاة للحاجة، وعموم البلوى، واعتمادًا على التفريق بين السماع الذي لا يختاره المكلف، ولا يقصده، وبين الاستماع الذي يقصد فيه السماع، ويختاره، كما سبق أن نبهنا عليه في الفتوى: 436720.
وأما المسلسلات، ونحوها مما لا تدعو إليه الحاجة، وإنما هو تضييع للوقت، وإهدار للعمر؛ فيبقى حكم المعازف فيه على أصله من المنع، وراجع الفتاوى: 71065، 5764، 121837.
ويتأكد هذا إذا وجد في هذه المسلسلات محاذير شرعية أخرى غير المعازف المحرمة، كالأفكار المنحرفة، والدعوة إلى الرذيلة، وتهوين المنكرات.
وراجع في حكم المعازف (الموسيقى)، ونقل الإجماع على حرمتها الفتاوى: 130531، 171469، 150349، 35708.
والله أعلم.