الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوساوس والخواطر التي تنتاب القلب إذا لم تستقر فيه، بل كان صاحبها يقوم بمدافعتها فإنها لا تضره، روى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممه أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
فالواجب عليك دفع هذه الوساوس، ولا تجعلها تستقر في قلبك عقيدة، أو يترتب عليها قول أو عمل لأنها حينئذ تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
ثم إننا ننصحك بأن تكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن، ولا سيما سورة البقرة، وعليك بلزوم المسجد، ومرافقة الصالحين، والتروي وعدم التعجل، وليكن قيامك بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبنياً على أساس من الحكمة واللين والرفق والموعظة الحسنة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11752، 29135، 2082.
والله أعلم.