الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الإفرازات البنية التي صارت داكنة قليلة -حسبما وصفت- تعتبر كدرة، والصفرة والكدرة يأخذان حكم دم الحيض عند المالكية، ومذهبهم هو السائد ببلد السائلة، فنذكره لها مجملا.
قال خليل -المالكي- في مختصره: الحيض: دم كصفرة أو كدرة، خَرَجَ بِنَفْسِهِ، مِنْ قُبُلِ مَنْ تَحْمِلُ عَادَةً. اهـ.
وجاء في المدونة: وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى الصُّفْرَةَ أَوْ الْكُدْرَةَ فِي أَيَّامِ حَيْضَتِهَا، أَوْ فِي غَيْرِ أَيَّامِ حَيْضَتِهَا، فَذَلِكَ حَيْضٌ، وَإِنْ لَمْ تَرَ معه دَمًا. اهـ.
وعلى هذا؛ فما رأيته يعتبر حيضا، وتدعين الصلاة وغيرها مما تشترط له الطهارة حال نزول تلك الإفرازات، ما لم تري علامة الطهر من جفوف تام للمحل، أو نزول قصة بيضاء.
وقد بينا الحكم حال اضطراب الحيض وزيادته عن المعتاد، وما تفعله المرأة حينئذ حسب رأي المالكية. وذلك في الفتويين: 197573، 193841 فراجعيهما.
والله أعلم.