الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتمّ عليك نعمته، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
وأما ما سألت عنه، فلا نرى أنه يلزمك شيء عن عملك السابق في الترويج لبيع المتابعين والإعجابات؛ لأنك كنت تعتقد حِلَّ ذلك أثناء العمل، وما رَبِحَهُ المرء قبل العلم بحرمته، لا حرج عليه في الانتفاع به -إن شاء الله تعالى-، فقد قال تعالى في حق المال المكتسب من الربا: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة: 275}.
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره: إن كان جهلاً منه، ولا يدري أنه حرام؛ فإن توبته تَجُبُّ ما قبلها، وهو له، لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ [البقرة:275]. اهـ. وانظر الفتوى: 374263، وما أحيل عليه فيها.
وكذلك؛ لأن السائل كان يتعامل مع أصحاب الصفحات التجارية كي يستفيدوا في ترويج تجارتهم عن طريق المتابعين، وبيع المتابعين في مثل هذه الحال فيه منفعة معتبرة للمشتري، وليست من باب التكثر، والتشبع بما لم يعط.
والله أعلم.