الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فاعلمي ـ أصلحك الله ـ أن الوسواس مرض خطير، ويمكن أن يفسد على المرء دينه وحياته وأموره كلها، والواجب على المصاب به أن يتحصن منه بالأذكار المأثورة ويخلص في الالتجاء إلى الله، ويعرض عما يأتيه من الشكوك، وراجعي فيه الفتويين رقم: 2082 ، ورقم: 10355. واعملي بما فيهما. والذي ننصحك به في موضوعك هذا هو زيادة على ما في الفتويين ـ هو أن تتوقفي عن القضاء وتبدليه بالنوافل، فإن الذي أنت فيه من الوسواس سيزداد ويستحكم كلما ازددت في الاحتياط في قضاء الفوائت. وقد ورد في الأخبار الصحيحة أن النوافل تكمل ما كان في العبادات من نقص، روى أبو داود والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك.