الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا لك الحكم الشرعي بالتفصيل في الحالة التي ذكرتِها، وذلك في الفتوى رقم: 59825، وبإمكانك أيضاً مراجعة الفتوى رقم: 3658. ومن خلال تلك الفتاوى سيتبين لك مدى أحقيتك في الحصول على ما ذكرت في السؤال. فإذا ثبت لديك بناء على ما ذكرنا أن الظلم قد وقع عليك من جهة أمك فلا مانع من المطالبة بحقك مع لزوم الأدب معها، والقيام بحق البر نحوها، فإن خطأها في معاملتك لا يبرر خطأك في معاملتها. وما دمت صاحبة حق فالله تعالى لن يضيعه منك أبداً، وإن لم تحصلي عليه في الدنيا كان لك في الآخرة، قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}. وقال: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{آل عمران: 134}. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم، ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال عليك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك والمل: التراب الحار.
وإننا لننصحك بالصبر والأناة والحلم فإن ذلك من أخلاق المؤمنين، ولا تحزني لما أصابك من هجران أقاربك لك، واستعيني عليهم باللجوء إلى الله تعالى ورد السيئة بالحسنة كما مر في الحديث الذي ذكرناه، واعلمي أن مفاتيح الفرج بيد الله تعالى، وقد وعد من دعاه بالإجابة ومن رجاه بحصول مناه، فقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ {النمل: 62}. وقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}. وأما ما يختص بالرؤيا المذكورة فنعتذر عن تفسيرها لعدم تخصصنا في ذلك. وبإمكانك مراجعة بعض المختصين في ذلك علماً بأن تفسير المفسر للاستئناس والاسترشاد، ولا ينبني عليه شيء من الأحكام لأنه اجتهاد ظني. والله تعالى نسأل أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويفرج كربك.