الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلمين أن يحسنوا استخدام هذه التقنية، وأن يحرصوا على ما ينفعهم منها من علم نافع، وبحث مفيد وسريع في شتى مجالات المعرفة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك" رواه مسلم.
والإنترنت وسيلة من الوسائل التي قد تستخدم في النافع وقد تستخدم فى الضار.
واعلمي –أيتها الأخت الكريمة- أن المرء يتقلب بين الطاعة والمعصية تبعا لزيادة إيمانه ونقصانه، فالواجب عليه أن يرعى إيمانه، إذ برعايته تتم له الحياة، وتنجو من الذبول أو النقصان. وقد علمنا من شرع الله تعالى أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فعليك أن تحافظي على ما فرض الله عليك، وأن تجتنبي ما حرم عليك، لتحفظي هذا الإيمان وتقويه. والفكرة التي وردت عليك بأن تشترطي على نفسك أنك إن كنت مؤمنة لا ترين هذه الملفات لا تفيد أنك اشترطت ذلك، بل هي مجرد فكرة وليست اشتراطا، ولو افترضنا أنك اشترطته على نفسك لا يجعلك عدم الوفاء به غير مؤمنة، لكنه دليل على ضعف الإيمان عندك. لأن هذا الأمر كان واجبا عليك قبل اشتراطه. فاشتراطه وعدم اشتراطه سواء بالنسبة لك.
والعلاج العملى الفعال للتخلص من إدمان مشاهدة المواقع الإباحية ومن الوساوس هو بتقوية الإيمان. وعليه فننصح السائلة الكريمة بالالتجاء إلى الله تعالى، وكثرة دعائه بأن يصرف عنها ما تجده من إدمان على المواقع الإباحية، وتستعين على ذلك بالوسائل التي تقوي الإيمان، ومنها تلاوة القرآن الكريم، والتأمل في الآيات التي تتناول موضوع العقيدة والإيمان، وبمجالسة الخيرات الصالحات من النساء، وحضور مجالس العلم، وبالتقرب إلى الله تعالى بما استطاعت من أعمال الخير. وراجعي في وسائل تقوية الإيمان فتوانا رقم: 10800.
ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات، وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 2082.
والله أعلم.