الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الإسلام على حسن التعامل والإحسان إلى المسلمين عامة، ويتأكد ذلك فيمن يرتبط الإنسان بهم رابطة نسب أو مصاهرة، وذلك لأن لكل من يمت بإحدى تينك الرابطتين حقاً زائداً على الحق العام.
وبيان ذلك أن صلة الرحم عدها الشرع من آكد الحقوق التي يأثم الإنسان بتركها لقوله الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد: 22-23}.
وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.
وفي شأن المصاهرة يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى من ربطته بهم مصاهرة فقال: إنكم ستفتحون أرض مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ،فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما. أو قال: ذمة وصهراً. فدل هذا على أن الإحسان إلى الأصهار مطلوب، ويشمل ذلك الإحسان بالقول أو بالفعل أو بالمال بما يجلب الألفة والمودة بين الجميع.
وعلى هذا، فندعو هذا الرجل إلى أن يتصف بهذا الخلق الحميد مع أهل زوجته، فذلك خير له في الدنيا والآخرة فضلاً عن كون ذلك عاملاً مؤثراً في حب الزوجة لزوجها فله أثر طيب على تربية الأبناء.
هذا ويحرم على أختك وبناتها أن يطعن هذا الرجل في قطع رحمهن، بل الواجب عليهم صلة الرحم ولو بالكلام عن طريق الهاتف أو الرسائل أو نحو ذلك.
هذا فيما يخص أختك وأهل بيتها، أما أنت فما دمت قد بذلت جهداً في التواصل ومنعت من ذلك فلا يلحقك بذلك إثم إن شاء الله تعالى، وإنما الإثم على من حال دون ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 59740.
والله أعلم.