الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبد إذا أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم على فعله وعقد العزم على عدم العودة إليه فإن الله تعالى يتوب عليه، بل ويبدل سيئاته حسنات، وانظري الفتوى رقم: 53043، وما تفرع منها من فتاوى.
هذا، وقد كان الواجب على زوجك بعد أن منَّ الله تعالى عليه بالتوبة أن يستتر بستر الله تعالى وأن لا يطلعك على ما كان منه في الماضي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهقي وحسنه العراقي وصححه السيوطي، وانظر الفتوى رقم: 17021.
والذي ننصحك به هو أن تحسني الظن بزوجك وأن لا تسمحي للوساوس والشكوك أن تعكر صفو حياتك ولا تمكني الشيطان من إيقاع الخلاف والشقاق بينك وبين زوجك، واحملي تصرفات زوجك على أحسن المحامل، ونبهيه إلى أنه لا يجوز له التحدث بما مضى من الذنوب، ولا بأس أن تذكريه بوجوب غض البصر عن النساء الأجنبيات وحرمة إطلاق البصر إليهن، لكن لا تكثري من ملاحقته وتتبع عينه في الطريق، فإن ذلك سيؤدي بك إلى الوسوسة، كما أن إساءتك للظن بزوجك ستؤدي بك إلى التجسس المحرم. وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. وانظري الفتوى رقم: 52364.
ولا تخبري زوجك بمخاوفك التي لا أساس لها من أنك تخشين أن يقارن بينك بعد الزفاف وبين النساء الفاجرات اللاتي عرفهن قبل التوبة، فإن هذا سيفسد علاقته بك، واعلمي أن هذه المقارنة لن تكون، فلا تستوي العفيفة بالفاجرة عند الرجل المستقيم، وليس عسل الحليلة كعسل الخليلة، فثقي بالله وتوكلي عليه، واسألي الله كثيرا أن يرزقك وزوجك العفاف، وأن يصرف عنكما الحرام، وأن يمن عليكما بالسعادة الزوجية.
والله أعلم.