الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي المسلم أن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله سبحانه من شاء من عباده بما شاء من البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، فمن رضي بهذا البلاء كان له من الله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فنوصيك بالصبر ففي الصبر خير الدنيا والآخرة، فهو مفتاح تفريج الكربات وبه تكفر السيئات وترفع الدرجات، وراجع الفتوى رقم: 25874.
ومما نوصيك به أيضاً الاستعانة بالله والإكثار من دعائه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونخص هنا دعاء المكروب الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
واعلم أن من أعظم أسباب البلاء الذنوب والمعاصي، فقد يكون ما أصابك من مصائب بسبب ذنب أتيته، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، فبالتوبة والاستغفار يكشف البلاء بإذن رب الأرض والسماء، وراجع الفتوى رقم: 20939.
ثم اعلم أن الضغوط النفسية قد تدفع الإنسان أحياناً إلى الشك في تصرفات الغير تجاهه، فمراجعة الثقات من ذوي الخبرة في هذا المجال أمر مهم، وما قد يعجز أحد الأطباء عن تشخيصه، قد يوجد من هو أكثر منه خبرة فيتمكن من تشخيص المرض وتحديد الدواء المناسب.
وأما أن تكون هذه الابتلاءات بسبب شيء من العين أو السحر ونحوهما فأمر وارد، فنوصيك بالرقية الشرعية والمحافظة على الأذكار وخاصة أذكار الصباح والمساء، وكذا المحافظة على الفرائض ولا سيما الصلاة، والحذر من الذنوب والمعاصي، وراجع الفتوى رقم: 5252، والفتوى رقم: 2244.
وننبه إلى أن الأصل في المسلم السلامة فلا يجوز الإقدام على اتهامه بما يشين كفعل السحر ونحو ذلك من غير بينة.
والله أعلم.