الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنما رأيته قد يكون مما يخيله الجن للإنسان، ورؤية الجن قد تقع لبعض الناس كما بينا في الفتوى رقم: 8349، وكلما ضعف دين المرء كانت الأرواح الخبيثة أكثر تسلطا عليه.
قال ابن القيم: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس يكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم.. والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإننا نجد قلبه متعلقا بشيء كثير الالتفات إليه فتتسلط على قلبه مما فيه من الميل والالتفات.
وما يصيبك من أوهام وخيالات وتنزع نفسك نحوه من حروف وأسماء إنما هو وساوس من الشيطان، ولا يمكن دفعها إلا بالذكر والرقية والعلاج الشرعية؛ كما بينا في الفتوى رقم: 5148، والمداومة على أذكار الصباح والمساء وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله، فإن ذلك يحفظ من السوء بإذن الله؛ كما في الفتوى رقم: 18755.
وقد بينا أسباب الرؤى المفزعة ووسائل دفعها في الفتوى رقم: 11014. ومما يدفع ذلك المحافظة على أذكار النوم كما في الفتوى رقم: 4514. ومن رأى في منامه ما يكره فإن ذلك من الشيطان، وإذا استعاذ بالله منه فإنه لا يضره، وانظر الفتوى رقم: 4179. وبالتزام المرء بالدين والطاعة يبتعد عنه شبح الأحلام المزعجة كما في الفتوى رقم: 4179.
فعليك أيها السائل الكريم أن تُعرِض عما تجده من خيالات وأن لا تحدثك به نفسك، وأشغلها بالحق والذكر وتلاوة القرآن لئلا تشغلك بالباطل والأوهام، وإياك والفراغ والخلوة فإنها من أسباب حصول تلك الوساوس والخيالات، وحافظ على ما ذكر في الفتاوى المحال إليها من أذكار وأدعية وسيذهب عنك ما تجده بإذن الله.
والله أعلم.