الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرفع عنك ما بك، وأن يهيئ لك من الصحبة الصالحة ما يعوضك به عما تجد في نفسك من وحشة ووحدة، علما بأن المرء إذا عاش بلا صحبة كان ذلك خيراً له من أن يعيش مع صحبة فاسدة، وليس فقد الصاحب أو الصديق دليلا على الفشل أو غيره مما لا يحب المرء أن يتصف به.
وقد يكون ما تشعر به مما ذكرت نتيجة لاهتمامك الزائد بأن تكون موفقا في عملك ناجحا فيه، وقد كان أكثر السلف ينشغلون بمقاصدهم من العلم والعمل عن الخلق حتى كان يغضب الناس منهم ويلومونهم، كما أنه لا يستبعد أن يكون ما بك نوع من الحسد أو السحر، ولكل واحد منهما أعراض، فإن المسحور تظهر عليه أعراض السحر في الغالب، كأن يحبس عن امرأته فلا يستطيع جماعها، أو يتخيل حصول أشياء لم تقع، أو أن ينسى كثيراً، ويؤيد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُحِر ظهر عليه أعراض السحر، وفي ذلك يروي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَحَر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله.... الحديث.
وفي رواية أخرى عنها أيضاً قالت: حتى يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا.... الحديث.
فهذا أعراض ظاهرة دلت على السحر، وقد تكون الأعراض باطنة، كالرؤى المنامية، لكن ليعلم أن هذه الأعراض ظاهرة وباطنة لا تدل على القطع واليقين، وإلا فكثير من الناس يظهر عليهم ما يشبه هذه الأعراض، دون وجود سحر، ولمعرفة أعراض الحسد راجع الفتوى رقم: 7970، ولمعرفة العلاج الشرعي للسحر راجع الفتوى رقم: 2244، ولمعرفة كيفية علاج السحر راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 502، 5252، 5856.
والله أعلم.