الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصة أبي محجن وبطولته في القادسية ذكرها كثير من المؤرخين، ولم نر من طعن فيها، وأما كلام سعد فقد تكلم عليه ابن حجر في الإصابة، وذكر كلام أهل العلم فيه، ومما ذكره أن ابن فتحون أنكر قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد، وقال: لا يظن هذا بسعد. ثم قال: لكن له وجه حسن.
وذكر ابن حجر أنه لم يذكر الوجه ثم قال: وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله لا يجلده في الخمر بشرط أضمره وهو إن ثبتت عليه أنه شربها فوفقه الله أن تاب توبة نصوحا فلم يعد إليها. اهـ
ومهما يكن من الأمر فإن الأصل في إقامة الحدود أنه حق من حقوق الله يجب القيام به، ولا يحق للبشر أن يسامحوا فيه ولا أن يلغوه بعد ثبوته عند الحاكم؛ كما قدمنا في الفتاوى التالية أرقامها: 73478 ،7320 ، 14887.
والله أعلم.