الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بالندم عن الذنب والخوف من حصول العقوبة والاشتغال بالعمل الصالح وصحبة أهل الخير والبعد عن الصحبة الرذيلة، فإن هذه المسائل هي أعظم وسائل التوبة، فالندم توبة كما في حديث الحاكم.
واعتزال الصحبة الشريرة والانتقال منها لصحبة أهل الخير هو الوسيلة التي أرشد العالم إليها قاتل المائة نفس لما استرشده كما في حديث مسلم، والإكثار من العمل الصالح بعد صدق التوبة أعظم أسباب حصول رحمة الله وغفرانه وتوبته. قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}
فعليك بمواصلة الطريق في تحصيل أسباب الهداية والاستقامة، واحرص على الزواج إن أمكنك وإلا فواظب على نوافل الصيام وعلى غض البصر واعمر وقتك بما ينفع من عمل صالح وتعلم علم نافع، وواظب على الأذكار المقيدة والمطلقة والتعاويذ المأثورة، ونرجو الله تعالى أن يرزقك بالتوبة وإقام الصلاة فلاح الدنيا والآخرة، ومن المعلوم أن الفلاح هو حصول المرغوب والأمن من المرهوب، فأحسن الظن بالله تعالى فهو عند ظن عبده به وأكثر الدعاء وسؤال الله العافية وأن يصرف عنك شر ما قضى فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء، وإياك والتفكير في الانتحار مهما كانت الأحوال فإن قاتل النفس من أعظم الناس جرما، وعليك بستر نفسك ولا تخبر أحدا بما حصل، واستشعر مراقبة الله عليك واطلاعه على ما في قلبك في كل حال.
وراجع في خطر الزنى وقتل النفس والوسائل المساعدة على التوبة والاستقامة والسلامة من المخاوف الفتاوى التالية أرقامها: 74336، 54026، 76270، 72497، 96431، 96257، 73010.
والله أعلم.