الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نهنئك بنعمة الهداية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ونسأل الله أن يتقبل منك وأن يثبتك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، واعلم -وفقك الله- أنه يتعين على المسلم السعي في هداية أهله إذا علم أن عندهم أخطاء في المعتقد أو العمل، عملاً بواجب النصح لهم وحب الخير لهم وتعليمهم ما يجهلون وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وقد فسرها علي رضي الله عنه فقال: علموهم وأدبوهم. رواه الطبراني والبيهقي.
واعلم أن أهم شيء يؤثر على الأهل هو الحوار معهم برفق إضافة إلى الدعاء لهم وبيان الحق مصحوباً بدليله من الوحي، ولكن إذا خفت على نفسك من عدم التمكن من القيام بدينك فلا شك أن نجاتك بنفسك مقدمة، وقد أرشد العالم الرجل الذي قتل مائة نفس ثم جاء يريد التوبة إلى الهجرة من أرضه التي هو بها إلى أرض يوجد بها أناس صالحون يعبدون الله، وقال له: فاعبد الله... والقصة في صحيح مسلم، ثم إن الدعوة لإصلاح المعتقدات مقدمة على الانحرافات الأخرى، فالبداية بتصحيح المعتقد هو منهج الأنبياء.
وأما البحث عمن تستعف بها ممن يرتضى دينها وخلقها فهو أمر ضروري، وعليك أن تستعين بالدعاء وتسأل الله أن يعينك على إقناعهم بمن ترتاح لها، علماً بأنه يشرع لك أن تتزوج دون علمهم، إذ لا يشترط في صحة زواج الذكر موافقة أهله، لكن الحرص على إقناعهم أولى حفظاً للصلة بينكم، وراجع في الوسائل المساعدة على دعوة الأهل وفي ضرورة عزلة أجواء الفساد إلى أماكن الخير، وفيما يساعد على الثبات والاستقامة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 70032، 51487، 76210، 76368، 41016.
والله أعلم.