الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت فيما قمت به من مبادرة إلى الإصلاح بينك وبين هذا الرجل، وخير المتخاصمين من يبدأ بالسلام، وإن كنت فعلاً على يقين أنك لم تفعل شيئاً يسيء إليه فلا يلزمك حق تجاهه، ولكن إن حدث منك فعلاً تقصير تجاهه في مرة من المرات فيجب عليك أن تستسمحه ما لم تخش مفسدة أعظم، فيكفي حينئذ أن تستغفر له وتدعو له بخير، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2094.
ولا حرج على المسلم فيما يقوم به من دفع الشبهات عن نفسه، وأما حديثه عن الآخر بسوء كما تحدث هو عنه فجائز بشرط أن يكون على يقين أنه قد تحدث عنه، وأن لا يتجاوز الحد في ذلك، وأن لا يتضمن خيانة أو كذباً وافتراء عليه ولو حدث منه مثل ذلك، وانظر الفتوى رقم: 2789.
وينبغي أن يعلم أن من أهم مقاصد الشرع أن يكون المسلمون على ألفة ومودة قدر الإمكان، فيحسن كل منهما الظن بأخيه، ويقبل عذره إذا اعتذر إليه ونحو ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 55821، والفتوى رقم: 20902.
والله أعلم.