( 1 ) حدثنا عن أبو أسامة عن مجالد عامر قال : كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب ، فكلم الحسن بن علي وابن جعفر وغيرهم من وابن عباس قريش ، فكلموا فلم يؤمنه ، فأتى عليا سعيد بن قيس الهمداني فكلمه ، فانطلق سعيد إلى وخلفه في منزله فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ؟ فقرأ علي إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله حتى قرأ الآية كلها ، فقال سعيد ، أفرأيت من تاب قبل أن نقدر عليه ؟ فقال : أقول كما قال " ويقبل منه ، قال : فإن علي حارثة بن بدر قد تاب قبل أن نقدر عليه ، فبعث إليه فأدخله عليه فأمنه وكتب له كتابا فقال حارثة :
ألا أبلغن همدان إما لقيتها سلاما فلم يسلم عدو يعيبها لعمر أبيك إن همدان تتقي
الإله ويقضي بالكتاب خطيبها تشيب رأسي واستخف حلومنا
رعود المنايا حولنا وبروقها وإنا لتستحلي المنايا نفوسنا
ونترك أخرى مرة ما نذوقها
( 2 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان أشعث عن الشعبي زعم أن رجلا من مراد حل ، فلما سلم قام فقال : هذا مقام التائب العائذ فقال : ويلك ما لك ؟ قال : أنا فلان بن فلان المرادي ، وإني كنت حاربت الله ورسوله وسعيت في الأرض فسادا ، فهذا حين جئت وقد تبت من قبل أن تقدر علي ، قال : فقام أبو موسى المقام الذي قام فيه ثم قال : إن هذا فلان بن فلان المرادي : وإنه كان حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ، وإنه قد تاب من قبل أن نقدر عليه ، فإن يك صادقا فسبيل من صدق ، وإن كان كاذبا يأخذه الله بذنبه ، قال فخرج في الناس فذهب ولحى ثم عاد فقتل . أبو موسى