154 - حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان ، قال : حدثنا قال : حدثنا عاصم بن علي ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : إن بكير بن عبد الله بن الأشج ، - رضي الله عنه - قال : عمر بن الخطاب فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى " . " إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن ، فخذوهم بالسنن ،
قال محمد بن الحسين :
وهكذا كان من بعد عمر رضي الله [ عنه ] ، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عنفه ورده إلى ما هو أولى به . علي بن أبي طالب
[ ص: 486 ] روي أن كرم الله وجهه قال يوما : سلوني . فقام علي بن أبي طالب ابن الكواء ، فقال : ما السواد الذي في القمر ؟ فقال له : " قاتلك الله سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا ، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك ؟ ثم قال : ذلك محو الليل " .
قلت : وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون عضل المسائل ويردونها ، ويأمرون بالسؤال عما يعني ، خوفا من المراء والجدال الذي نهوا [ ص: 487 ] عنه ، . و " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ، وكثرة السؤال " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نهى عن الأغلوطات " كل هذا خوفا من المراء والجدال . " أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم ؛ فحرم من أجل مسألته "
فاتقوا الله يا أهل القرآن ، ويا أهل الحديث ، ويا أهل الفقه ، واسلكوا طريق من سلف من [ ص: 488 ] أئمتكم ، يستقم لكم الأمر الرشيد ، وتكونوا على المحجة الواضحة ، إن شاء الله . ودعوا المراء والجدال والخصومة في الدين ،
فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل . والله الموفق لمن أحب .
[ ص: 489 ]