ذكر الصلاة عند خسوف القمر
اختلفوا في الصلاة عند كسوف القمر؛ فرأت طائفة أن يصلى عند كسوف القمر، روينا عن أنه فعل ذلك. ابن عباس
2892 - حدثونا عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا عمي، قال: أخبرنا أبي، عن أبي إسحاق قال: حدثني عمرو بن حبيب، أن عبد الرحمن بن أبي إسحاق البصري حدثه عن الحسن حدثه، أن صلى بهم هذه الصلاة في زمان ابن عباس - وكان أمير علي بن أبي طالب البصرة - عند كسوف القمر ركعتين في كل سجدة، ثم انصرف فوقف على بعيره بين أظهر الناس فقال: أيها الناس، إن هذه الصلاة لم تكن بدعة ابتدعتها.. وذكر الحديث.
وبه قال عطاء، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. [ ص: 326 ]
قال والأخبار دالة على هذا القول؛ لأنه سوى بينهما، وأمر بالصلاة عند كسوفهما، بين ذلك في الأخبار الثابتة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم. أبو بكر:
2893 - أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا قال: أخبرنا الشافعي، سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، أبي مسعود قال: [انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس:] انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، وإلى الصلاة". عن
وقد ذكرنا في أول هذا الكتاب في باب، ذكر الخطبة على المنبر" قوله: وفي هذا من البيان ما لا يشكل على من سمعه أن يصلي لكسوف القمر. "فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله، وكبروا، وسبحوا، وصلوا حتى ينجلي كسوف أيهما انكسف.
قال والذي ذكرناه قول جل أهل العلم، غير أبو بكر: فإن مالك ابن نافع حكى عنه أنه قال: ليس لكسوف القمر صلاة معروفة محدودة، ولا أرى بأسا أن يصلي القوم فرادى - كل رجل منهم لنفسه - ركعتين [ ص: 327 ] ركعتين مثل صلاة النافلة.
وحكى عنه أنه قال: وليس في ابن القاسم سنة، ولا صلاة كصلاة كسوف الشمس. صلاة خسوف القمر
قال وهذه غفلة منه، والسنة دالة على القول الأول. أبو بكر: