ذكر شهادة الخائن والخائنة  
 6711  - حدثنا  محمد بن إسماعيل الصائغ ،  قال : حدثنا زهير ،  قال : حدثنا  هاشم بن القاسم ،  قال : حدثنا  محمد بن راشد الخزاعي ،  عن  سليمان بن موسى ،  عن  عمرو بن شعيب ،  عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد شهادة الخائن والخائنة ، وذي الغمر على أخيه ، ورد شهادة القانع لأهل البيت - يعني التابع - وأجازها على غيرهم . 
قال أبو عبيد   : فقوله الخائن والخائنة لا نراه خص به الخيانة في أمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وائتمنهم عليه ، فإنه قد سمى ذلك كله في كتابه أمانة قال الله - جل ذكره - : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون   ) ، وقال : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها   ) الآية . قال  سعيد بن  [ ص: 284 ] جبير  في هذه الآية : هي الفرائض . 
قال أبو عبيد   : فالأمانة على هذا التأويل ينبغي أن تكون جميع ما افترض الله على العباد القيام به ، وجميع ما افترض [عليهم ] اجتنابه من صغير ذلك وكبيره فمن ضيع شيئا مما أمر الله به ، أو ركب شيئا مما نهاه الله عنه ، فليس ينبغي أن يكون عدلا على تأويل الخائن والخائنة ، لأنه قد لزمه اسم الخيانة . 
قال أبو عبيد   : وقوله القانع عندنا السائل ، والمستطعم كذلك يروى في تفسيره في قوله : ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر   ) فيرون أن القانع : السائل ، والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل ، وقد حكي حديث فيه تصديق هذا . 
 6712  - حدثنا علي  ، عن أبي عبيد  ، قال : حدثني نعيم ،  عن بقية ،  عن محمد بن راشد ،  عن  سليمان بن موسى ،  عن  عمرو بن شعيب ،  عن أبيه ، عن جده رفعه قال :  "لا شهادة للمسكين السائل   " . 
قال أبو عبيد   : وقد يقال في القانع : أنه المنقطع إلى القوم يخدمهم ،  [ ص: 285 ] ويكون [في ] حوائجهم ، فذلك مثل الأجير ، والدخيل ، والوكيل ، ونحوه . 
قال  أبو بكر :  فأما ما في تفسير قوله : ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر   ) فإن  ابن عباس  كان يقول : القانع : القانع بما أرسلته إليه في بيته . وروينا عن  ابن عمر  أنه قال : القانع : الذي يقنع بما آتيته . 
وقال مجاهد   : القانع : الطامع بما قبلك ولا يسألك . وقد روينا عن  ابن عباس  رواية ثانية أنه قال : القانع : الذي يسأل . والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل . وكذلك قال  الحسن البصري .  وقال  سعيد بن جبير :  القانع : السائل . وأسانيد هذه الأخبار مذكورة في كتاب التفسير . 
				
						
						
