الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر النهي، عن دخول الحمام إلا بمئزر .

                                                                                                                                                                              646 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا أبو نعيم، نا حماد بن سلمة، عن أبي الحسن - يعني عبد الله بن شداد - عن أبي عذرة، عن عائشة قالت: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ندخل الحمام، ثم رخص للرجال أن يدخلوا في المآزر".

                                                                                                                                                                              وروينا عن عمر "أنه نهى أن ندخل الحمام، إلا وعلينا الأزر" .

                                                                                                                                                                              وروينا عن أبي هريرة أنه قال: "نعم البيت الحمام، يذهب الوسخ، ويذكر النار" .

                                                                                                                                                                              647 - حدثنا يحيى، نا مسدد، نا يحيى، عن سفيان، حدثني عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ، فذكره.

                                                                                                                                                                              648 - حدثنا أبو أحمد، أنا جعفر بن عون، أنا إبراهيم بن إسماعيل، عن الزهري، عن قبيصة قال: نهى عمر أن ندخل الحمام إلا وعلينا الأزر " .

                                                                                                                                                                              649 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، نا مسلم بن إبراهيم، نا قرة، نا [ ص: 244 ] عطية، أن ابن عمر قال: "نعم البيت الحمام ينفي الوسخ، ويذكر النار" .

                                                                                                                                                                              650 - حدثنا محمد بن علي، ثنا سعيد، نا هشيم، أنا داود بن عمرو، عن عطية بن قيس الكلابي، عن أبي الدرداء: " أنه كان يدخل الحمام ويقول: نعم البيت يذهب بالضبية - أو بالضبة - ويذكر النار".

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: دخول الحمام مباح، ونظر المرء إلى عورة غيره محرم، فإذا استتر المرء، وتحفظ من النظر إلى عورة غيره لم يحرم عليه دخول الحمام، والأحوط أن ينفرد الرجل لئلا يقع بصره على عورة غيره فإن كانوا مستترين فليس بمكروه الدخول عليهم.

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن عمر بن عبد العزيز "أنه كان يضرب صاحب الحمام إذا ترك أحدا يدخل الحمام بغير إزار" ، وقد كان ابن عمر دخل الحمام مرة وعليه إزار، فلما دخل إذا هو بهم عراة، فجعل وجهه نحو الجدار وغطى وجهه، وناول نافعا يده، فقاده حتى خرج، ثم لم يدخله بعد ذلك، وكان ابن عباس لا يدخل الحمام إلا وحده، وكان لا يدخله إلا وعليه ثوب صفيق، وكان يقول: إني لأستحي من الله أن يراني متجردا في الحمام [ ص: 245 ]

                                                                                                                                                                              651 - حدثنا علان، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، أخبرني عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد ، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال عمر: "لا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا لمؤمنة إلا من سقم" .

                                                                                                                                                                              652 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: " أنه دخل الحمام وعليه إزار، فلما دخل فإذا هو بهم عراة قال: فجعل وجهه نحو الجدار، ثم قال: ائتني يا نافع بثوبي. قال: فأتيته به، فالتف به وغطى على وجهه، ثم ناولني يده حتى خرج منه، ثم لم يدخله بعد ذلك " .

                                                                                                                                                                              653 - حدثنا محمد بن إسماعيل، ثنا عفان، نا أبو عوانة، نا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس : " أنه لم يكن يدخل الحمام إلا وحده، ولم يكن يدخله إلا وعليه ثوب صفيق، ويقول: إني لأستحي من الله أن يراني وأنا متجرد في الحمام " . [ ص: 246 ]

                                                                                                                                                                              654 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا شريح، ثنا محمد بن ربيعة، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن نافع قال: كان ابن عمر "يطليه صاحب الحمام فإذا بلغ عورته وليها بيده" .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية