ذكر اختلاف أهل العلم في دعاء المرتد إلى دينه واستتابته
اختلف أهل العلم في . فقالت طائفة : يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، روينا هذا القول عن استتابة المرتد ليراجع دينه ، عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وبه قال أكثر أهل العلم . وعلي بن أبي طالب
9637 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز القعنبي ، عن ، عن مالك عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري ، عن أبيه ، أنه قدم على رجل من قبل عمر بن الخطاب فسأله أبي موسى الأشعري عمر عن الناس فأخبره ، ثم قال له عمر : هل كانت من مغربة خبر ؟ قال : نعم ، عمر : فهلا حبستموه ثلاثا فأطعمتموه كل يوم رغيفا ، وأسقيتموه لعله يتوب ، أو يراجع أمر الله . اللهم إني لم أحضر ، ولم أر ، ولم أرض إذ بلغني . [ ص: 459 ] رجل كفر بعد إسلامه . قال : فماذا فعلتم به ؟ قال : قربناه فضربنا عنقه . فقال
9638 - حدثنا ، عن إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبيه ، قال : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قوما ارتدوا عن الإسلام من أهل الكتاب ، فكتب فيهم إلى ابن مسعود عثمان ، فكتب إليه : أن اعرضوا عليهم دين الحق وشهادة أن لا إله إلا الله ، فإن قبلوها فخل عنهم ، وإن لم يقبلوها فاقتلهم . . . فقبلها بعضهم فتركه ، ولم يقبلها بعضهم فقتله . أخذ
9639 - حدثنا ، عن إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش قال : أتي أبي عمرو الشيباني علي بشيخ كان نصرانيا فأسلم ثم ارتد عن الإسلام ، فقال له علي : لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثا ثم ترجع إلى الإسلام ؟ فقال : لا . فقال : لعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها فأردت أن تتزوجها ثم تعود إلى الإسلام ؟ قال : لا . قال : فارجع إلى الإسلام . قال : لا ، أما حتى ألقى المسيح فلا . قال : فأمر به فضربت عنقه ، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين . [ ص: 460 ]
وممن هذا مذهبه في أن : المرتد يستتاب ، وروي ذلك عن عطاء بن أبي رباح عمر بن عبد العزيز . وإبراهيم النخعي
وبه قال ، مالك بن أنس ، والأوزاعي ، وسفيان الثوري ، والشافعي وأحمد ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي .
وفيه قول ثان : وهو أن يقتل ولا يستتاب ، هكذا قال ، الحسن البصري ، وعبيد بن عمير ، والذي روى ذلك عن وطاوس الحسن : زياد الأعلم ، والأشعث ، ويونس ، ومنصور ، وخالفهم في الرواية عن الحسن حميد ، وقال : يستتاب مرة واحدة .
وقد روينا عن عطاء قولا ثالثا أنه قال : إذا كان مسلما ممن ولد في الإسلام ثم ارتد لم يستتب ، فقيل : وإن كان أصله مشركا ثم أسلم ثم ارتد يستتاب . والرواية الأولى عن عطاء أثبت . [ ص: 461 ]