12204 - فنرى أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم: "لا حمى إلا لله ورسوله". لا حمى على هذا المعنى الخاص، وأن قوله: "لله" لله كل محمي وغيره، ورسوله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله إنما كان يحمي لصلاح عامة المسلمين، لا لما يحمي له غيره من خاصة نفسه، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يملك مالا إلا ما لا غنى به وبعياله عنه ومصلحتهم، حتى صير ما ملكه الله من خمس الخمس مردودا في مصلحتهم، وكذلك ما له إذا حسن فوت سنة مردودا في مصلحتهم في الكراع والسلاح عدة في [ ص: 17 ] سبيل الله، وإن ماله ونفسه كان متفرغا لطاعة، فصلى الله عليه وسلم، وجزاه الله خير ما جزى نبيا عن أمته.