12541 - وروينا، أنه مرض، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: يا رسول الله: كيف أصنع في مالي ولي أخوات؟ قال: فنزلت آية الكلالة: ( جابر بن عبد الله يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) الآية. عن
12542 - وروينا، عن : "أن هذه البراء بن عازب آخر آية نزلت.
12543 - وأبوه كان - يعني جابرا - قد قتل بأحد". فكان ذلك بعد موت أبيه، ولم يكن له والد ولا ولد، فأحد الشرطين في الكلالة من نص الآية، وأخذ الشرط الآخر من سبب نزول الآية.
12544 - قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: وفيه وجه مستنبط من نفس الآية، وهو أن كل من انتظمه اسم الولادة من أعلى أو أسفل، فإنه قد يحتمل أن يدعى ولدا، فالوالد سمي ولدا؛ لأنه قد ولد المولود، والمولود سمي ولدا؛ لأنه ولد [ ص: 115 ] .
12545 - وهذا كالذرية، وهي اسم مشتق من ذرأ الله الخلق، فالولد ذرية؛ لأنه ذرئوا، أي خلقوا، والأب ذرية لأن الولد ذرئ منه وبسط الكلام في هذا.
12546 - فعلى هذا قد يصح أن يكون المراد بقوله: ( إن امرؤ هلك ليس له ولد ) أي ولادة في الطرفين من أعلى وأسفل، ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أحال على هذه الآية حين سأله عن الكلالة، فقال: عمر بن الخطاب "يكفيك آية الصيف"، يريد الآية التي نزلت في الصيف لما فيها من المعنى الدال عليه.
12547 - قال أبو سليمان : وذلك أن الأخوة إنما يتكللون الميت من جوانبه، ويلقونه من نواحيه، والولد والوالد إنما يأتيانه من تلقاء النسب، ويجتمعان معه في نصابه وعموده. واسم الكلالة في اللغة مشتق من تكلل النسب،