2 - مبتدأ التنزيل والفرض على النبي صلى الله عليه وسلم ثم على الناس
[ ص: 107 ] [ ص: 108 ] 17609 - أخبرنا حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو العباس، قال: قال الربيع رحمه الله: "لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنزل عليه فرائضه كما شاء، لا معقب لحكمه". الشافعي
17610 - ويقال، والله أعلم: إن ( أول ما أنزل الله عليه من كتابه: اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
17611 - ثم أنزل عليه بعدها ما لم يؤمر فيه بأن يدعو إليه المشركين.
17612 - فمرت لذلك مدة، ثم يقال: أتاه جبريل عليه السلام عن الله بأن يعلمهم نزول الوحي إليه، ويدعوهم إلى الإيمان به، فكبر ذلك عليه، وخاف التكذيب وأن يتناول، فنزل عليه: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، فقال: يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغ ما أنزل إليك.
17613 - فبلغ ما أمر به، فاستهزأ به قوم، فنزل عليه: ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين ) .
17614 - وأعلمه من أعلمه منهم أنه لا يؤمن به، فقال: ( وقالوا لن نؤمن لك ) ، الآية، وأنزل الله فيما يثبته به إذ ضاق من أذاهم: ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) [ ص: 109 ] .
17615 - ففرض عليه إبلاغهم وعبادته، ولم يفرض عليه قتالهم، وأبان ذلك في غير آية من كتابه، ولم يأمره بعزلتهم فأنزل عليه: ( قل يا أيها الكافرون ) .
17616 - وذكر سائر الآيات التي وردت في ذلك قال: وأمرهم أن لا يسبوا أندادهم، وذكر الآية.
17617 - قال: ثم أنزل بعد هذا في الحال التي فرض فيها عزلة المشركين فقال: ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ) ، وقال لمن تبعه: ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
[ ص: 110 ]