64 - باب إظهار دين النبي صلى الله عليه وسلم على الأديان
18453 - أخبرنا حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، قال: قال الله جل ثناؤه: ( الشافعي هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) .
18454 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، قالوا: حدثنا وأبو سعيد، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، عن ابن عيينة، عن الزهري، سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقون كنوزهما في سبيل الله" أبي هريرة، رواه عن في الصحيح عن مسلم وغيره، عن عمرو الناقد وأخرجاه من وجه آخر عن سفيان [ ص: 351 ] . الزهري
18455 - قال في روايتنا عن الشافعي ، أبي سعيد ولما أتي كسرى بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم مزقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تمزق ملكه"، وحفظنا أن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه في مسك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثبت ملكه".
18456 - قال وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فتح الشافعي: فارس والشام ، فأغزى أبو بكر الشام على ثقة من فتحها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتح بعضها وتم فتحها زمان وفتح عمر، عمر العراق، وفارس.
18457 - قال فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم على الأديان بأن لكل من سمعه أنه الحق، وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين الأميين، فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها، وقبل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين، وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه وسلم وهذا ظهوره على الدين كله. الشافعي:
18458 - قال وقد يقال: ليظهرن الله دينه على الأديان حتى لا يدان الله إلا به، وذلك متى شاء الله قال: وكانت الشافعي: قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا، وكان كثير من معاشها منه، وتأتي العراق، فيقال: لما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم خوفها من انقطاع معاشها من الشام ، والعراق إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام مع خلاف ملك الشام ، والعراق لأهل الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 352 ] : فلم يكن بأرض "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده"، العراق كسرى ثبت له أمر بعده، وقال: فلم يكن بأرض "إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده"، الشام قيصر بعده، وأجابهم على ما قالوا له، وكان كما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع الله الأكاسرة عن العراق ، وفارس، وقيصر ومن قام بعده بالأمر بعده عن الشام .
18459 - وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كسرى: "مزق الله ملكه"، فلم يبق للأكاسرة ملك، وقال في قيصر: "ثبت ملكه"، فثبت له ملك بلاد الروم إلى اليوم وتنحى ملكه عن الشام .
18460 - وكل هذا متفق يصدق بعضه بعضا.
[ ص: 353 ]