53) (باب ذكر البيان أن هذه الشفاعة التي ذكرت أنها أول الشفاعات إنما هي قبل مرور الناس على الصراط حين تزلف الجنة ، فإن الله قال : وأزلفت الجنة للمتقين   . 
1 - (  351  ) : حدثنا علي بن المنذر ،  قال : ثنا  محمد بن فضيل ،  قال : ثنا  أبو مالك ،  عن  أبي حازم ،  عن  أبي هريرة   - رضي الله عنه - وعن ربعي بن خراش ،  عن  حذيفة  قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون ، حين تزلف الجنة ، فيأتون آدم ،  فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة ، فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم ؟  لست بصاحب ذلك ، إنما كنت خليلا من وراء وراء . 
 [ ص: 601 ] اعمدوا إلى ابني موسى ،  الذي كلمه الله تكليما ، فيأتون موسى ،  فيقول لست بصاحب ذلك ، اذهبوا إلى كلمة الله وروحه عيسى ،  قال : فيقول عيسى ،  لست بصاحب ذلك ، فيأتون محمدا   - صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له ، وترسل معه الأمانة والرحم ، فيقفان على الصراط ، يمينه وشماله ، فيمر أولكم ، كمر البرق ، قلت : بأبي أنت وأمي : أى شيء مر البرق قال : ألم تر إلى البرق كيف يمر ، ثم يرجع في طرفة عين ، كمر الريح ، ومر الطيور ، وشد الرجال ، تجري بهم أعمالهم ، ونبيكم - صلى الله عليه وسلم - قائم على الصراط ، (يقول) رب سلم ، سلم ، قال : حتى تعجز أعمال الناس ، حتى يجيء الرجل ، فلا يستطيع أن يمر إلا زحفا ، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج ، ومكدوس في النار " .  
والذي نفس  أبي هريرة  بيده : إن قعر جهنم لسبعين خريفا . 
 [ ص: 602 ] 
				
						
						
