54 - (باب : ذكر البيان : أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - شفاعات يوم القيامة  في مقام واحد ، واحدة بعد أخرى) . 
أولها : ما ذكر في خبر  أبي زرعة ،  عن  أبي هريرة   - رضي الله عنه ، وخبر  ابن عمر ،   وابن عباس .  وهي شفاعته لأمته ليخلصوا من ذلك الموقف ، وليعجل الله حسابهم ويقضي بينهم ،  ثم بعدها من الشفاعات في ذلك الموقف ، إنما هي : لإخراج أهل التوحيد من النار ، بشفاعته فرقة بعد أخرى ، وعودا بعد بدء ، ونذكر خبرا مختصرا ، حذف منه أول المتن ، كما حذف في خبر  أبي هريرة   - رضي الله عنه - ، وابن عمر آخر المتن ، واختصر الحديث اختصارا . 
قال النبي - صلى الله عليه وسلم :  " واختصر لي الحديث اختصارا ، فأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما اختصروا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدثوا بها ، وربما اقتصوا الحديث بتمامه ، وربما كان اختصار (بعض) الأخبار ، أو بعض السامعين يحفظ بعض الخبر ، ولا يحفظ جميع الخبر ، وربما نسي بعد الحفظ ، بعض المتن ، فإذا جمعت الأخبار كلها علم حينئذ جميع المتن والسند ، دل بعض المتن على بعض ، كذكرنا أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتبنا ، نذكر المختصر منها ، والمتقصى منها ، والمجمل والمفسر ، فمن لم يفهم هذا الباب لم يحل له تعاطي علم الأخبار ، ولا ادعائها . 
 [ ص: 603 ] 
				
						
						
