وقد روي عن سهل في الخرص ما :
723 - حدثنا علي بن شيبة ، قال حدثنا قال : أخبرني يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد ، محمد بن يحيى بن حيان ، أن أبا أخبره ، عن ميمونة سهل ، مروان بعثه خارصا ، فخرص مال سعد بن أبي سعد بسبع مائة وسق ، فقال : " لولا أني وجدت فيه أربعين عريشا لخرصته بتسع مائة وسق ، ولكني تركت لهم بقدر ما يأكلون " . أن
وقد روي ، عن سهل ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى ما :
724 - حدثنا جعفر بن سليمان الهاشمي ، ثم النوفلي ، قال : حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، محمد بن صدقة الفدكي ، محمد بن يحيى بن سهل بن أبي خيثمة الحارثي ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث خارصا ، فجاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إن أبا خيثمة قد زاد علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ابن عمك يزعم أنك قد زدت عليه " فقال : يا رسول الله ، تركت له قدر عرية أهله ، وما يطعم المساكين ، وما تصيب الريح ، فقال : " قد زادك ابن عمك وأنصفك " . أبا خيثمة عن
وأما ما رويناه عن من خرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المرأة حديقتها ، ومن أمره إياها بإحصائها إلى أن يرجع إليها ، ففي ذلك دليل أنه لم يملكها مال الله - عز وجل - فيها بخرصه إياها عليها ، لأنه لو كان قد ملكها ذلك ما احتاج إلى إحصائها ، ولكنه احتاج منها إلى إحصائها ما فيها ، لأنه أمين عليها وعلى ما لله - عز وجل - فيها ، فأمرها بإحصاء ما فيها ليأخذ منها حق الله - عز وجل - على ما يتحققه منها ويسلم لها حقها بملكها [ ص: 350 ] . أبي حميد
ولما كان يرجع في الواجب لله - عز وجل - فيها إلى ما يحصى منها بعد الخرص ، وعقلنا أن الثمرة لا بد من سقوط بعضها بهبوب الرياح وجب أن لا يكون ذلك محسوبا على أهلها ، ووجب أن يكون مرفوعا عنهم منها كما كان رفعه في خرصه على ابن عمه ، وأمضاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما في حديث أبو خيثمة محمد بن صدقة الفدكي الذي رويناه .
ولما كان أهل الحوائط مأمورين بالصدقة بعد الخرص من ثمارهم على المساكين ، غير ممنوعين من ذلك بالخرص ، وكان ما يأخذه المساكين منها على سبيل الصدقة منصرفا في وجه الصدقة التي تؤخذ الزكاة من أهلها ، كان ذلك محطوطا عن أهل الحوائط من ثمارهم مرفوعا عنهم منها ، كما حطه في خرصه على ابن عمه ، ورفعه عنه من ثمرة حائطه وأمضاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما ذكرنا في حديث أبو خيثمة الفدكي .